الأربعاء، 8 ديسمبر 2021

من عتمة المحن تنبثـق القوة!

  


نحن مدينون..

للأصدقاء المزيفين .. العلاقات السامة .. المواقف المرعبة والأيام القاسية .. هي التي ساهمت في بناء شخصياتنا

وسوف تمكننـا من مواجهة ما ينتظرنـا في الأيام الأتيـة .. هي التي شيدت أمامنـا حاجز صلب ليحمينـا من ضربات 

وكوارث الحياة.

أما المواقف الآمنة .. الأيام اللينة .. والعلاقات اللطيفة فهي سقت خصلة الخير بنـا .. أنبتت في منتصف قلوبنـا 

بساتين محاصـرة بأزهار ذات ألوان مثيرة لننشر البهجة والسلام من حولنا .. تجري الأيام والسنين وسنظل 

نتخبط شمالا وغربا لنتعلـم .. نتهذب ونقف على أقدامــنا كالجبـال الثابتة لن تستطع العواصف القوية زعزعتنا.



تم النشر في مجلة صدى الغليل 

بتاريخ 17 نوفمبر 2021 


أفكار وتوجهات الآخرين قد لا تناسبك!

 


خلق الله عز وجل الإنسان وكرمه بالعقل عن باقي المخلوقات تكريما له وتفضيلا. ليميز ما بين الخير والشر، الصواب والخطأ، وليكن صاحب قرار ورأي ليختلف ويناقش، حتى أن هناك العديد من الدورات والحلقات التدريبية التي تساعد كل إنسان للوصول إلى ذاته واكتشاف مهاراته والعمل على تطويرها.

أما البعض أختار أن يركن عقله بعيدا وبدأ بالتقليد الأعمى بدون تفكير ابتداء من اختياراتهم وجباتهم اليومية وصولا لقرارات مصيرية متعلقة بالعمل أو المستقبل. وهناك من وقع في مستنقع النسخ متمثلا في نوعية الأكل، أو الملابس، وفي بعض الأحيان اعتناق نفس الأفكار والتوجهات.

فإرادة الإنسان قد انمحت تماما، وأصبحنا نسخا مكررة من بعضنا البعض. تهميشك لرأيك واتباعك لفكر شخص ما سيؤثر سلبا على شخصيتك مستقبلا. تقليدك للآخرين بسبب نجاحهم في عمل ما لا يعني نجاحك أنت. وإن اتباعك نمطا وتوجه شخص سعيد لا يمت لسعادتك بصلة، لكل منا أساليب مختلفة وتوجهات عديدة في طريقة العيش والعمل فقط نحن بحاجة للتفكير والمحاولة مرة تلوا الأخرى حتى لو وصلنا المرة العاشرة فجميعنا سوف نصل للمكان المناسب لنا والوقت المحدد.

 

 

تم النشر في جريدة عمان

بتاريخ 6 مارس 2020 








أبجديات الاعتذار..آسـف.. هل تقبلها!



ولأن الخطأ وارد في كل زمان ومكان، ولأننا بشر لسنا معصومين منه، في بعض الأحيان وبدون أن نشعر نتسبب في إيذاء بعضنا البعض سواء في الكلام بدون قصد، أو الأفعال التي تصدر منا نتيجة ضغوطات نفسية تمر بنا من لحظة غضب أو حزن أو ضيق. قد نراها بمنظورنا الخاص بأنها عفوية، ولكنها من الممكن أن تؤذي مشاعر الآخرين. نتدارك بعضا من الخطأ فنحاول إصلاحه، وتأتي الخطوة الأولى وهي الاعتذار، فهو فعل جيد ولكن يجب أن يتم بأساليب وطرق بحيث يتم قبوله عن طيب خاطر.

وأولى تلك الأساليب يتمثل في تقبلنا واعترافنا بالخطأ لأنفسنا وبعد ذلك للغير فاعتراف الإنسان بخطئه هو دليل على قوته الفكرية ومراجعته لذاته بغض النظر عن ما يدعيه البعض بالضعف والانكسار. الأمر الثاني: شرح ومواجهة الأسباب التي دفعتنا لارتكاب الخطأ وإبراز تلك الأسباب سواء كانت ناتجة عن الضغوطات النفسية أو التأثيرات الخارجية التي تشكلت في ذات اللحظة لوقوع الخطأ اضف إلى ذلك المشاعر والاحاسيس السلبية التي دفعتنا لارتكاب الأخطاء، وخلال تبرير الأسباب يجب علينا محاولة تفسير كافة النقاط التي تساعدنا في توضيح الصورة أمام الآخرين الذين ندين لهم بالاعتذار. الأمر الثالث: أرى أن هناك كلمة مهمة وهي مكونة من ثلاثة أحرف بسيطة وقصيرة لكن مضمونها واسع وتجمل كافة مشاعر الاحترام والتقدير والندم وهي (أنا آسف) فهي أمام من يقدرها تصفي النفوس، وتلغي الحواجز المنيعة، وتطيب الخواطر المنكسرة.

فالاعتذار كما يراه العقلاء فن وأسلوب حضاري من اجل تسهيل العلاقات الاجتماعية ومد جسور التواصل الإنساني مع الآخرين، وأخيرا وليس آخرا" كن مرنا وتقبل أخطاءك وتفهم أخطاء الغير".

 


تم النشر في جريدة عمان

بتاريخ 6 يونيو 2020


نجاح بلا حدود

 


في قائمة تنظيم الأماني والأحلام لا تضع نصب عينيك نقطة، بمعنى أنها الاكتفاء بهذا القدر من النجاح، بل دائما أجعــل نجاحــك وطموحك بلا حدود وبدون توقف، أوقد شعلة التفكير والابتكار والاختراع في كل ميادين الحياة، وثق بأن نقطة النهاية تحجب عنك نور النجاح أو مواصلة النجاحات، لأنك سوف تقنع نفسك بأنك قد اكتفيت بقدر معين من الإنجاز في حياتك، وبذلك تعمد إلى قتل قدراتك وروح الإبداع بداخلك.

ابدأ مشوار النجاح في كل مجال كن على يقين بأن التوقف أمام قاطرة النجاح لا يثنيك إلا القدر، فلا المراحل العمرية ولا النوع البشري ولا الابتلاءات المتكررة، ما دام عقلك يمتلئ برغبة النجاح، واستعن في مشوارك المقدر لك في الحياة من خلال الاسترشاد الصحيح بقصص وسير العلماء والمفكرين والصحابة عظة وعبرة، فلولا وجود الإصرار على النجاح لما وصلنا لعصر العولمة وواجهنــا تحدياتهــا الجسام. فمثلا أرسطو بدأ يدرس الموسيقى وهو في سن الثمانين من عمرة، ولم يكن العمر حاجزا أمامه ليعيقه عن الوصــول إلى رغبته التي كانت يرنو لها.

وانظر إلى سعيد بن المسيب كان كفيفا، ولكنه عرف بسعة العلم والفقه وقد لقب بـ(فقيه الفقهاء)، وهذا برهان على أن الابتلاء لم يكن عائقا أمامه، لذلك الفرصة لم تنته بعد فاغتنمها وسارع للوصول إلى النجاح، وأزل نقطة العجز من قائمة تحدياتك في الحياة.

 


تم النشر في جريدة عمان

بتاريخ 1 نوفمبر 2019


الغرق في وحل التكنولوجيا

 


 

المشهد كما يبدو بوضوح، منازل كبيرة، وعائلة تلتف حول مائدة طعام لا تسع للجميع، يستعين بعض الواقفين بمقاعد إضافية. يتشاركون في نقاشات مختلفة، يتحدثون بإسهاب عن بعض المواقف التي يصادفونها يوميا، بعضها يحمل إليهم الطرفة والفكاهة، تمضي الحياة سريعا وتصبح المقاعد فارغة، والقلوب تتباعد كثيرا، حيث تصبح العقول هي الأخرى مزدحمة من كثرة التفكير فيما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي التي تزداد حدتها وشراسة الإقبال عليها يوما بعد الآخر.

قبل بضعة سنين طويلة، كان الناس يسيرون لمسافات بعيدة، يقطعون طريقهم في زمن يتجاوز الساعة فقط من أجل أن يطمئن البعض على غيرة، بينما الآن أصبحنا نتكاسل في إرسال رسالة إلكترونية، وإن استطعنا التغلب على الضجيج الذي أدخلنا أنفسنا فيه فإن الطرف الآخر، يجيب بكلمة مقتضبة (بخير) وقد لا تعكس هذه الكلمة الحال الذي وصل إليه من شدة ما يعانيه من الوحدة وقلة نوم، والشعور بالتعب والإرهاق من خلال اشتغاله على استخدام التكنولوجيا بطريقة سيئة ومفرطة، كان يجب علينا أن نضع لأنفسنا طريقا صحيحا في كيفية التعامل مع المستجدات والتطورات التي تصلنا تباعا، لأن الاستخدام السيء لمثل هذه التقنيات ربما يوصلنا إلى طرق لا تحمد عقباها، فلها أضرارها النفسية والصحية.

 



تم النشر في جريدة عمان

بتاريخ 14 ديسمبر 2019 

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021

معايير اختيار الكتاب المناسب

 


إن القراءة هي إحدى النوافذ المهمة للمعرفة كما أن البشرية ارتبطت بأول كلمة بدأ بها جبريل عليه السلام حديثه مع النبي عليه أفضل الصلاة والسلام عندما قال له ( اقرأ )، وهذا أعظم دليل على أن للقراءة مكانة عظيمة في الدين الإسلامي الحنيف، كما توجد العديد من المواقف في السيرة النبوية الشريفة تبرهن على أهمية القراءة وفوائدها للفرد في أي عمر كان، ولا تقتصر القراءة على عدد محدود من البشر، بل إن المجال مفتوح على جميع الأجناس وبالتالي باستطاعة أي فرد لديه الرغبة في تنمية مهاراته ومعلوماته عن طريق القراءة، وأن يتخذ من الكتاب صديق له في كل مكان وزمان.

إن دخولك المتجر الكتب، يعد تماما كدخولك لمتجر يحتوي على قطع الذهب، فكلا من الكتاب والذهب يكمن في جوفهما الكثير من الأشياء الثمينة والغالية والنفيسة، و لا غنى عنها عند الكثير من الناس ، أيضا هناك عامل مشترك ما بين المتجرين وهو أن الشخص تأخذه الدهشة والحيرة فيما سيختار ، وبالتالي يستهلك الكثير من الوقت في التفكير العميق قبل الاقتناء أو الحصول على أفضل الموجود والمتاح أمامه.

من الأشياء الأخرى المترادفة أيضا ما بين متجر الذهب عن متجر الكتب فجميع أرفف المكتبة تحمل عناوین براقة لكتب ذات قيمة أدبية وفكرية ثمينة ، ولكل كتاب حكاية ومجال يختلف عن غيره من الكتب الأخرى ، بالمقابل متجر الذهب أيضا به الكثير من القطع الجميلة التي تناسب أذواق الناس وفق مستوياتهم وإمكانياتهم المادية والفكرية. 

لذلك يمكنا القول بأن اختيار الكتاب المناسب خطوة ليست بالسهلة، وإنما تحتاج لمعايير معنية يمكن اتباعها لضمان اختيار الكتاب المناسب الذي يلبي رغبات القراء، ومن ضمن المعايير أری ضرورة الانتباه جيدا لما تريد معرفته أو أن تطرق أبوابه، فربما يسرقك العنوان أكثر من المحتوى فالكثير من الكتب تتضارب عناوينها بمحتواها، فلا تتسرع أبدا في الاختيار السريع بل اجعل لنفسك فرصة في تحديد الهدف الذي تريد أن تبحر نحوه.

قد يسال البعض لماذا علينا قراءة المقدمة؟ والجواب هو أنا المقدمة هي جزء من الكتاب ومن خلالها يعطيك الكاتب مساحة تعريفية بموضوع الكتاب لإحاطة القارئ بمعلومات واضحة قبل أن يقوم القارئ بشرائه، أما بالنسبة للخاتمة هي ملخص مختصر بما يحتويه الكتاب.

أخيرا ابحث عن التقييمات التي حاز عليها الكتاب ، وأيضا اطلع على آراء القراء في الإنترنت فقد سهلت لنا التكنولوجيا عملية البحث عن الكتاب الجيد ، وذلك عن طريق عدة مواقع التي تقدم تقييما حقيقيا للكتب التي سوف تطلع من خلالها على آراء القراء والنقاد حول الكتاب الذي  ترغب في شرائه .

وحتى تصل إلى عالم المعرفة اتبع المبادئ والأسس الحسنة في اختيار الكتاب الذي سوف يكون ممرا سهلا نحو تلقي المعلومة وإثرائك معرفيا ويمكنك من الاستمتاع بكل ما سوف تجده في عالم القراءة.



تم النشر في جريدة عمان 

بتاريخ 16/7/2021


معاناة الروح

                  

   


    منذ ولادة المرء، وهو يحمل روحه المرحة معه في كل مكان يذهب إليه،

    روحه التي من خفتها تكاد تتطاير مع النسمات الباردة

    وتتراقص في الهواء الطلق.

    في أغلب الأماكن التي يذهب إليها يتعرض للتهميش

   والتنمر، ليكتشف مع مرور الأيام بأنه عبارة عن زاوية

   من زوايا الغرف المهملة التي تكدست عليها الأتربة.

   تفقد تلك الروح من خفتها وتبدأ تتثاقل يوم بعد يوم،

   لن يشفق عليها أحد، بل سيواصلون ضربها بكلمات من

   قوتها تكاد تشق الصخر، إذن كيف استقبلت هذه الروح

   الرقيقة تلك الكلمات البشعة وما البصمة التي سوف 

   تطبعها عليها بقية الأيام!

   لن تحصد هذه الروح غير الإساءة والضرر مع مرور 

   السنين والأعوام ستنكمش بداخل قوقعة شكلتها 

   لنفسها لكي تحميها من الأرواح المفترسة.