ولأن الخطأ وارد في كل زمان ومكان، ولأننا بشر لسنا معصومين منه، في بعض الأحيان وبدون أن نشعر نتسبب في إيذاء بعضنا البعض سواء في الكلام بدون قصد، أو الأفعال التي تصدر منا نتيجة ضغوطات نفسية تمر بنا من لحظة غضب أو حزن أو ضيق. قد نراها بمنظورنا الخاص بأنها عفوية، ولكنها من الممكن أن تؤذي مشاعر الآخرين. نتدارك بعضا من الخطأ فنحاول إصلاحه، وتأتي الخطوة الأولى وهي الاعتذار، فهو فعل جيد ولكن يجب أن يتم بأساليب وطرق بحيث يتم قبوله عن طيب خاطر.
وأولى تلك الأساليب يتمثل في تقبلنا واعترافنا بالخطأ لأنفسنا وبعد ذلك للغير فاعتراف الإنسان بخطئه هو دليل على قوته الفكرية ومراجعته لذاته بغض النظر عن ما يدعيه البعض بالضعف والانكسار. الأمر الثاني: شرح ومواجهة الأسباب التي دفعتنا لارتكاب الخطأ وإبراز تلك الأسباب سواء كانت ناتجة عن الضغوطات النفسية أو التأثيرات الخارجية التي تشكلت في ذات اللحظة لوقوع الخطأ اضف إلى ذلك المشاعر والاحاسيس السلبية التي دفعتنا لارتكاب الأخطاء، وخلال تبرير الأسباب يجب علينا محاولة تفسير كافة النقاط التي تساعدنا في توضيح الصورة أمام الآخرين الذين ندين لهم بالاعتذار. الأمر الثالث: أرى أن هناك كلمة مهمة وهي مكونة من ثلاثة أحرف بسيطة وقصيرة لكن مضمونها واسع وتجمل كافة مشاعر الاحترام والتقدير والندم وهي (أنا آسف) فهي أمام من يقدرها تصفي النفوس، وتلغي الحواجز المنيعة، وتطيب الخواطر المنكسرة.
فالاعتذار كما يراه العقلاء فن وأسلوب حضاري من اجل تسهيل العلاقات
الاجتماعية ومد جسور التواصل الإنساني مع الآخرين، وأخيرا وليس آخرا" كن مرنا
وتقبل أخطاءك وتفهم أخطاء الغير".
تم النشر في جريدة عمان
بتاريخ 6 يونيو 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق