الأربعاء، 8 ديسمبر 2021

الغرق في وحل التكنولوجيا

 


 

المشهد كما يبدو بوضوح، منازل كبيرة، وعائلة تلتف حول مائدة طعام لا تسع للجميع، يستعين بعض الواقفين بمقاعد إضافية. يتشاركون في نقاشات مختلفة، يتحدثون بإسهاب عن بعض المواقف التي يصادفونها يوميا، بعضها يحمل إليهم الطرفة والفكاهة، تمضي الحياة سريعا وتصبح المقاعد فارغة، والقلوب تتباعد كثيرا، حيث تصبح العقول هي الأخرى مزدحمة من كثرة التفكير فيما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي التي تزداد حدتها وشراسة الإقبال عليها يوما بعد الآخر.

قبل بضعة سنين طويلة، كان الناس يسيرون لمسافات بعيدة، يقطعون طريقهم في زمن يتجاوز الساعة فقط من أجل أن يطمئن البعض على غيرة، بينما الآن أصبحنا نتكاسل في إرسال رسالة إلكترونية، وإن استطعنا التغلب على الضجيج الذي أدخلنا أنفسنا فيه فإن الطرف الآخر، يجيب بكلمة مقتضبة (بخير) وقد لا تعكس هذه الكلمة الحال الذي وصل إليه من شدة ما يعانيه من الوحدة وقلة نوم، والشعور بالتعب والإرهاق من خلال اشتغاله على استخدام التكنولوجيا بطريقة سيئة ومفرطة، كان يجب علينا أن نضع لأنفسنا طريقا صحيحا في كيفية التعامل مع المستجدات والتطورات التي تصلنا تباعا، لأن الاستخدام السيء لمثل هذه التقنيات ربما يوصلنا إلى طرق لا تحمد عقباها، فلها أضرارها النفسية والصحية.

 



تم النشر في جريدة عمان

بتاريخ 14 ديسمبر 2019 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق